آخر الاخبار :

الثلاثاء، 2 ديسمبر 2014

بحث : الحلي في المجتمع الصحراوي




لقد اعتمد الإنسان الصحراوي البساطة في كل شيء الأمر الذي يعكس بساطة الصحراء في حد ذاتها ولعل قدوم الصحراويين من الصحراء واستقرارهم أيضا في الصحراء جعلهم يتمسكون ببيئتهم بكل ما تحمل هذه البيئة من عادات وتقاليد.
ولقد ساهم عامل الترحال والتنقل المستمر للقبائل الصحراوية في تنوع عناصر ساكنتها وفي تعدد أصولهم، حيث نجد إلى جانب قبائل تكنة والتي تتكلم الحسانية قبائل أمازيغية. هذا الأمر أحدث مزيجا ثقافيا واجتماعيا في المنطقة، وبالتالي أدى إلى تعدد العادات والتقاليد وتنوعها، الأمر الذي أكده مصطفى ناعيمي حيث نجده يقول بأن داخل هذه الاتحادية يتعايش الناطقين بالأمازيغية ( أيت  براهيم، أيت حماد،...) والناطقين بالحسانية ( أزوافيط، يكوت،...) مستقلين ورحل في نفس الوقت، فإلى جانب هذا نجد كل مجتمع يتميز بعادات تختلف عن باقي المجتمعات، فالمجتمع الصحراوي وخاصة المرأة الصحراوية التي تتزين بالحلي والمجوهرات ( زفاف، حفلة،...).

فللحلي مكانة خاصة في نفوس النساء الصحراويات، لذلك تجدهن يحببن اقتناءها، وتخزينها للتزيين بها في المناسبات. كما أن مكانة المرأة الاجتماعية تقاس بما لديها من حلي، فهذه الأخيرة تعكس مدى الخبرة الجمالية لديهن. ولدى المجتمع الذي يعيش فيه، بحيث أن هذه الحلي هي تعبير حضاري يصدر عن وجدان جماعي، وخاصة حب الجمال والرغبة في تحقيقه وبرؤية فنية متميزة.
وأهم ما يميز صناعة الحلي في الصحراء، كونها تحمل صدقا فنيا، رغم أن صانعها لا يستعمل إلا أدوات بسيطة، وقد كان لكل عضو من أعضاء المرأة حلي خاصة به، ومن هذه الأعضاء نذكر:
1- الرأس: تقوم النساء بظفر شعر الرأس وبطرق مختلفة، يتناسب مع كل فئة عمرية معينة.

فالشابات المقبلات على الزواج يقمن بظفر " سانامانة " وهي نوع من الظفيرات شبيهة ب"الراسطة "، استمدت أصولها من الجذور الإفريقية. وتزين ظفيرة " سانامانة " بأنواع متعددة من الحلي، ومنها: " لبكير، لخراب، أمجون،..."


أما النساء الكبيرات في السن " الكهلات 
" فإنهن يضعن على رؤوسهن ما يعرف ب"المنشفة " وهي عبارة عن سلك حديدي رقيق يصل طوله إلى نصف متر يتم لفه بقطعة                من الثوب، ثم يغلف بالشعر المصنوع                                                         



ويسمى " برونو " ويزخرف بقطعة جلدية تحتوي على كثير من العقيق وخاصة " لبكير " ألوانه المعروفة الأحمر، الأخضر، الأزرق،...


كما يضعن " بف " وهو نموذج جمالي يزين به الشعر شكله نصف دائري يتم تثبيته في مقدمة الرأس ب " البنسات " مقابض ويغلف أمامه بقطعة جلدية تسمى " فليز " وتحتوي على " لبكير، وأمجون، لخراب ".
كما تقوم النساء المسنات بظفر مجموعة من الظفائر كظفيرة " أمزدحن " مفردها "أمزدح " إضافة إلى ظفرة " السدغات " أو " السوالف " ويتم تزيينها ب " الميال ولعكيك" وتجدر الإشارة إلى أن الشعر الطويل يعتبر سمة من سمة الجمال عند المجتمع الصحراوي.
2- الرقبة: تولي النساء الصحراويات أهمية خاصة وعناية كبيرة لعناصر الجمال 

المرتبطة بالعنق، باعتباره أحد الأعضاء البارزة التي تظهر جمال المرأة، ولذلك يعلقن فيه أنواع خاصة من القلائد التي لها أسماء ومواصفات متعددة، مثل:
- لبغداد: حيث يتم إلصاق العقيق " لخرز " في قطعة من الجلد دائرية الشكل لتحيط بالعنق.
- أمزرد: هي عبارة عن قلادة مصنوعة من أنواع متعددة من لخرز وخاصة: أوشعيلة ولكصيا ذو اللون الأحمر

- القلادة: التي تحتوي على ألميال ولكري واشعيل.


3- اليدين: يتم تزيينها بأنواع متعددة من الحلي، من ضمنها:
الدبالج: وعادة ما تكون مصنوعة من الفضة.

لويات مفردها لية وهي عبارة عن " تسبيح " من لخرز الحر مكون من لبكري، لونه أصفر وألكرود مثل: العقيق لونه أحمر و"النيل " لونه أخضر والشريع


أسانغو أو لرساغ: مفرده رسغ وهو يصنع من العود أو العاج وله شكل دائري ولونه عادة ما يكون أبيضا أو أسودا، أما الخواتيم فغالبا ما تكون مصنوعة من الكوس الحر أو الفضة.


- الأرجل: يضعن النساء الصحراويات في الأرجل الخلاخيل المصنوعة من الفضة.
5- الأذنين: تضع النساء الصحراويات في آذانهن حلقات أو بدلات " الطونك " التي تكون عبارة عن أخراب أو أخراس مصنوعة من الفضة أو الذهب.
وعموما، فقد اهتمت المرأة الصحراوية بكل مظاهر الجمال، التي تظهر أنوثتها لذلك بأنواع الحلي الجميلة حتى تصبح كشمس صبوح وبدر منير بل تصبح بفضل هذه الحلي صورة جميلة تثير الإعجاب. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
جميع الحقوق محفوظة لدى ديما بلوجر