آخر الاخبار :

الثلاثاء، 2 ديسمبر 2014

الضغوط الاستعمارية على المغرب خلال القرن 19 ومحاولات الإصلاح


الضغوط الاستعمارية على المغرب خلال القرن 19 ومحاولات الإصلاح

مقدمة:
 تعرض المغرب طيلة القرن 19 لضغوط عسكرية و اقتصادية ودبلوماسية ، استهدفت إضعاف سلطة المخزن و فتح السوق المغربية أمام المنتجات الأوروبية و اقتطاع مناطق ترابية. وقد حاول المخزن مواجهتها بسلسلة من الإصلاحات العسكرية والإدارية و الاقتصادية ولكن....

                                                            I.            تعرض المغرب خلال القرن التاسع عشر لضغوط عسكرية واقتصداية ودبلوماسية

1.     تمثلت الضغوط العسكرية في حدوث مواجهات عسكرية بين المغرب وفرنسا من جهة والمغرب و إسبانيا من جهة ثانية.
أبانت معركة اسلي 1844 عن الضعف العسكري للمغرب:
 بعد احتلال فرنسا للجزائر اتجهت أطماعها نحو المغرب ، فاتخذت من مساعدة المغرب و قبائل بني يزناسن للمقاومة الجزائرية ذريعة لاعلان الحرب على المغرب قصد التوسع في ترابه.وفي 14 غشت 1844 أعلنت فرنسا الحرب على المغرب انتهت بانهزامه في موقعة اسلي.وقد ترتب عنها توقيع المغرب على معاهدة طنجة في 10شتنبر 1844 نصت على : تنازل المغرب عن اجزاء ترابية +الاتفاق حول تعيين الحدود بين الايالتين+ توقيع معاهدة للا مغنية في 18 مارس 1845 رغم غموضها فيما يخص تحديد الحدود المغربية الجزائرية.
ترتب عن هزيمة تطوان (تطاوين) تزايد التغلغل الاوروبي :
انهزام المغرب في اسلي وإبرامه الاتفاقيتين المجحفتين مع فرنسا ، شجع اسبانيا على احتلال الجزر الجعفرية سنة 1848.كما استغلت مناوشات قامت بها قبائل انجرة قرب سبتة لاعلان الحرب على المغرب في صيف 1859 وتمكنت من احتلال مدينة تطوان   في 6فبراير 1860، فتدخلت بريطانيا بواسطة ممثلها في طنجة " جون درومند هاي" لابرام الصلح بين المغرب و اسبانيا. وقد كان صلحا قاسيا بموجبه : تنازل المغرب عن اجزاء من ترابه + منح الاسبان حق اقامة منطقة للصيد البحري بالجنوب + توسيع الحدود في سبتة + فرض غرامة مالية تقدر ب: 20مليون ريال سدد نصفها بقرض من انجلترا اما النصف الآخر فاقتطع من مداخيل الجمارك في المراسي من طرف مراقبين اسبان مما ادى الى نزيف مالي كانت له نتائج وخيمة على الاقتصاد والمجتمع المغربيين.
2.     تمثلت الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية في مجموعة من المعاهدات اللامتكافئة استهدفت فتح المغرب أمام التجارة الاوروبية وتفكيك بنياته الاقتصادية :
تميزت فترة النصف الثاني من القرن 19 ب:
 ارتكاز الاقتصاد على الفلاحة + احتكار المخزن للنشاط التجاري ( احتكار المخزن استيراد المواد الغالية الثمن  كالشاي و البن بيع حق تصدير بعض المنتجات للخواص بواسطة الكنطردات) +نهج سياسة حمائبة
وقد تضرر التجار الاوروبيون من السياسة الاحتكارية مما دفعهم الى الضغط على دولهم لتمارس ضغوطا على المخزن قصد تبني سياسة : (الباب المفتوح) .
فقامت الدول الاوروبية خاصة فرنسا وبريطانيا ( هده الاخيرة استغلت دورها الدبلوماسي اثناء حربي ايسلي وتطاوين وقرضها للمغرب لتسديد الغرامات للضغط على المخزن ) و بانتزاع معاهدات جديدة قصد الحصول على امتيازات واسعة ومقننة اهمها:
معاهدة 1856 مع بريطانيا:نصت على عدة امتيازات خاصة بالانجليز: حرية الاستقرار و امتلاك العقارات وكرائها+ حرية التجارة + اعفاء الصادرات من الضرائب و تحديدها بالنسبة للواردات في 10% + حضور القنصو ( السفير) في المحاكمة اذا كان المدعى عليه بريطانيا + فرض الجماية القنصلية ( الحماية الشخصية).
معاهدة 1961 مع اسبانيا: التي زادت من تعميق و توسيع بنود المعاهدة السابقة.
معاهدة 1863 مع فرنسا (وفق بيكلار): الخاصة بالمحميين ( قننت عدد المحميين في محميين لكل أجنبي) و التجارة.

وقد أثرت هذه المعاهدات بشكل عميق في الاقتصاد والمجتمع المغربيين:

التأثير على الاقتصاد المغربي:
-         حدوث ازمة مالية بسبب اثقال كاهل الخزينة الغرامات المالية و استفادة الاجانب من المداخيل الجمركية و تراجع المداخيل الجبائية.
-         تعرض الميزان التحاري المغربي للعجز.
-         استفادة الاجانب من العقارات التي انتقلت اليهم من ايدي الخواص و الاحباس.
-         تعرض المجالات الاقتصادية التقليدية للضرر بسبب المنافسة الاستعمارية لها.
التأثير على المجتمع المغربي:
_ زاد تفاحش الحماية القنصلية في تفكيك بنيات المجتمع المغربي و استعملها الاجانب وسيلة للتغلغل في المغرب خاصة وان عددا من رجال المخزن اصبحوا محميين.
_ قيام الاوروبيين بنشر اساليب جديدة من المعاملات كالقروض والرهن مستغلين ضعف القدرة الشرائية للمغاربة.
وقد زاد من تدهور الاوضاع توالي فترات القحط و انتشار المجاعات و الاوبئة ، فتضررت كل الفئلت الاجتماعية فقامت القبائل بتمردات ضد المخزن اتخذها الممثلون الدبلوماسيون ذريعة للتدخل في شؤون المخزن والمس بسيادة المغرب

" وكان الصلح الذي انعقد بين المسلمين و الاسبنيول على شروط ان يدفع لهم السلطان عشرون مليونا من الريال و يخرجوا من تطاوين و ما استولوا عليه من الارض التي بينها و بين سبتة.. ووقعة تطاوين هذه هي التي ازالت حجاب الهيبة عن بلاد المغرب و استطال النصارى بها و انكسر المسلمون اتكسارا لمم يعهد لهم مثله وكثرت الحمايات و نشأ عن ذلك ضرر كبير .ولما فرغ السلطان رحمه الله من أمر تطاوين جد في جمع العسكر المرتب على الترتيب المعهود عليه اليوم،وكان السلطان اول من احدثه من ملوك المغرب،وكان احداثه اياه في دولة ابيه رحمه الله بعد رجوعه من وقعة اسلي مع الفرنسيين، ثم جد في هذه الايام فجمع منه ماتيسر جمعه، ثم رتب المكوس على الابواب و المبيعات"
الناصري .الاستقصا .ج 9.ص: 101

3.     التسرب الاستعماري إلى الصحراء المغربية في نهاية القرن 19

تزايد الأطماع الأوروبية في الجنوب المغربي :

  في إطار الحملة الإمبريالية على المغرب ، حاولت إسبانيا بسط نفوذها على عدة مراسي بجنوب المغرب ،  مدعية بان قبائل الصحراء غير خاضعة لنفود السلطان المغربي  ومستغلة معاهدة 1860 التي سمحت لها بالصيد في جنوب البلاد لتوسيع مناطق نفودها في الصحراء .
فنهض المولى الحسن سنة 1882 وحل بمناطق سوس الأقصى ، وفتح بها مرسى بوادي نقل ، لدفع الأطماع الإسبانية عن المنطقة .
مع نهاية القرن 19 تزايدت الضغوط الاستعمارية على جنوب المغرب خاصة من طرف إنجلترا ، التي انتزعت حق التجارة مع المناطق الصحراوية ، وكذا فرنسا التي احتلت توات وتيدكلت وكورارة مع نهاية القرن 19 وبداية القرن 20 ، وإسبانيا التي حلت سيدي افني سنة 1900 .
ولم يستطع المخزن ، رد هذه الضغوط على أقاليمية الجنوب ، لضعف جيشه وقلة موارده .
>>>>  استعملت الدول  الاستعمارية عدة وسائل ، العسكرية منها و التجارية لفرض السيطرة على جنوب المغرب ومراسي الجنوبية .

                                                                                      II.            الإصلاحات التي قام بها المغرب لمواجهة الأطماع الاستعمارية
1.     الإصلاحات الإدارية والجبائية والنقدية : ( انظر ص 3 : الجدول ).



استنتاج

2. الإصلاحات الإدارية والجبائية والنقدية :
 * الإصلاح الإداري ينجح في ضبط المداخل ولكن المخزن يفشل في تعميمه على كل موظفيه محليا ومركزيا …
 * الإصلاح النقدي يفشل في إيقاف تدهور العملة المغربية بالرغم من سك عملة جديدة …
الإصلاحات العسكرية :
استهدفت بناء جيش نظامي حديث مع تجهيزه بالأسلحة الحديثة وجلب مدربين أجانب إلا أنها زادت في إنهاك المالية المغربية ، كما تم إرسال بعثات طلابية مغربية إلى الخارج لهدا الغرض غير أن عودتها قوبلت بعقلية محافظة …
حاول المخزن الحد من خطر الحمايات القنصلية بالدعوة إلى  تقنينها اعتمادا على نصوص المعاهدات فجاءت النتائج عكسية في مؤتمر مدريد سنة 1880…

3. فشلت محاولة المخزن في الحد من خطر الحماية : 

شعر المخزن بخطورة الحماية ودورها في إفشال الإصلاحات  إرسال م الحسن الأول سفيره محمد الزيدي إلى فرنسا، إيطاليا،بريطانيا ، لإقناع حكوماتها بوضع حد للحماية القنصلية  انعقاد مؤتمر مدريد1880  نتائج عكسية  مكاسب إضافية كحق امتلاك الأراضي والعقارات + عدد المحميين ومحميو المحميين .+ فقدان المخزن لسلطته على نسبة كبيرة من رعاياه + تناقص الموارد المالية لبيت المال جراء ارتفاع عدد المحميين المعفون من أداء الضرائب + زادت الضغوط الاستعمارية على المغرب بعد ظهور ألمانيا كمنافس لفرنسا وبريطانيا وإسبانيا امتيازات جديدة لألمانيا ستعمم على كل الدول الأوروبية المتعاهدة مع المغرب  أخطرها إجبار المغرب على منح حق الملكية لكل رعايا الدول الأجنبية بالمغرب .



خلاصة واستنتاج: من اقتراح التلميذ يركز فيها على ما يلي :
نتائج الضغوط الأوروبية على المغرب خلال القرن 19
محدودية إصلاحات المغرب في القرن 19











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
جميع الحقوق محفوظة لدى ديما بلوجر